Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

العصيدان: إدارات مدرسية متعسفة

حمد العصيدان
حمد العصيدان

حمد العصيدان – الراي:

حدثان عايشتهما الأسبوع الماضي، يعكسان كم مرير واقعنا التربوي الذي يعيش تخبطا لم يعشه من قبل، بين إصدار القرارات، ثم التراجع عنها، وحتى في مسألة التراجع، هناك المفارقات بين من يلتزم ومن «يركب رأسه» بالإصرار على تنفيذ الأمر، وأحيانا التعسف في استخدام القانون، حتى لو كان على حساب أبنائنا الطلبة.

أول هذين الحدثين كان توزيع شهادات الثانوية العامة، فكما نعلم أن قرارا صدر من وزير التربية باستثناء طلبة الثاني عشر هذا العام من موضوع خصم درجات من أعمال الطالب على الغياب، على أن يطبق على العاشر والحادي عشر، والعام المقبل يطبق على جميع الصفوف الثانوية، وعمم هذا القرار على المناطق، ولكن الطلبة بعدما تسلموا شهاداتهم وجدوا أن خصم الدرجات موجود، فسارعوا إلى الاعتراض والاحتجاج، الأمر الذي دعا المنطقة إلى سحب جميع الشهادات التي وزعت على الطلبة وإصدار شهادات جديدة بعد تعديل الخطأ، وهو ما انعكس إيجابا بشكل نسبي على معدل النجاح للطلبة، وكان حري بالمنطقة ـ ولا أدري إن كانت هناك مناطق أخرى مثلها ـ أن تتجاوز هذا المطب قبل توزيع الشهادات.

وفي السياق نفسه، يندرج الحدث الثاني، فقد شاءت الصدفة أن يكون مروري من أمام ثانوية المنقف للبنات أثناء الدوام، فلفت نظري تجمع لعدد من أولياءالأمور، فدفعني الفضول الإعلامي لاستطلاع الخبر، فكان أنهم يحتجون على خصم درجات بناتهم من الصفين العاشر والحادي عشر، على موضوع الغياب، ولعل أكثر ما كان يثير حفيظة أولياء الأمور أن المدرسة سجلت أيام غياب لبناتهم، وإنذارات على الغياب دون إبلاغ ولي الأمر، وهي مسألة خطيرة تتعلق بمدى صحة تسجيل الغياب، ومدى حقيقة ذلك، وخاصة أنهم يؤكدون على عدم غياب بناتهم، وأنهم لم يصلهم أي إشعار غياب كما جرى العرف في وزارة التربية، متسائلين كيف لمدرسة بنات أن تسجل غياب للطالبات وتثبته في كمبيوتر الوزارة دون إعلام أولياء الأمور؟.

أحد أولياء الأمور عبر عن ألمه الشديد، لسبب أن ابنته متفوقة ولكن قدرها أن أجريت لها عملية قلب أثناء الدوام، فغابت عن المدرسة ليكون نصيبها الرسوب على الرغم من درجاتها العالية في الاختبارات، فقط لأن نظام احتساب الغياب الآلي له عدد محدد من الأيام يصبح بعدها الطالب راسبا إذا تجاوزها.

وسأل ولي الأمر بحرقة إذا كان الكمبيوتر لا يقدر الحالات الإنسانية مثل حالة ابنته، ألا تقدر إدراة المدرسة ذلك وهي تعلم بوضعها الصحي وتفوقها التعليمي؟ وهو الأمر الذي وافقه عليه كثير من أولياء الأمور الذين رأوا أن مديرة المدرسة تعسفت كثيرا في التدقيق على احتساب الغياب، لاسيما في الأيام الاخيرة من العام الدراسي حيث يغيب الطلبة في الأسبوعين الأخيرين لانتهاء المناهج، وبمباركة من المعلمين والمعلمات الذين يحتارون ماذا يفعلون مع الطلبة عند حضورهم بعد إتمامهم المنهج، فيوحون لهم بالغياب وأحيانا يصرحون لهم بذلك، فكيف تحتسب الإدارة الغياب في تلك الأيام؟

أمر لافت في هذه المدرسة أنها تضم عددا لا بأس به من الطالبات الوافدات بنات المعلمين والمعلمات، وهن بحاجة للنصف الدرجة في ظل ما يعانينه من صعوبات في عملية القبول الجامعي في بلادهن، الأمر الذي دفع بأولياء الامور إلى القيام بعمليات نقل جماعي من المدرسة هربا من تعسف إدارتها الذي يشتكي منه الجميع، حتى الهيئة التعليمية داخلها.

ولأنها ليست الحالة الوحيدة في وضعنا التربوي، فإننا نحيل الأمر إلى مسؤولي الوزارة الذين لا يدخرون جهدا في متابعة ما يكتب عن أمور الميدان والمدارس والعمل على تلافي ما يذكر من سلبيات، ولي معهم تجارب سابقة قريبة، وجدت تفاعلا من أعلى قيادات الوزارة بهدف إصلاح أي وضع غير صحيح، وهذا أملنا بهم في هذه القضية ولهم منا جزيل الشكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى