Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

العازمي: جمعية الإصلاح.. والسياسة

يوسف عوض العازمي
يوسف عوض العازمي

يوسف عوض العازمي:

جمعية الإصلاح الاجتماعي إحدى جمعيات النفع العام، ومن أهم مؤسسات المجتمع المدني في الكويت، كما “تعتبر إحدى أقدمها إن لم تكن الأقدم، وقد عُرِفت بتأسيس لجان الزكاة والدعوة، فضلاً عن لجانها الخيرية التي تعتبر من الأنجح في العالم الإسلامي، مع توزعها في أصقاع الأرض، وقلما تجد مكاناً “لم تصل إليه عطايا وتبرعات هذه الجمعية، التي تأتيها من الأيادي الطيبة للمحسنين وأهل الخير الذين وثقوا بهذه الجمعية الخيرة.

بشهادة كثير من المختصين في الأعمال الخيرية وتوزيع أموال الصدقات والزكاة، فإن اللجان التابعة للإصلاح تأتي دائماً في المقدمة، بل إن جمعياتٍ خيرية أخرى توكل بعض أعمالها إلى لجان “الإصلاح” نظراً لما فيها من خبرة كبيرة وقدرة وموثوقية، كما تعتبر مثالاً مشرفاً في مجال إنجاز وتنفيذ أعمال الخير والإحسان الممولة من أموال الزكاة والصدقات.

بطبيعة الحال، وكأي عمل، لابد من وجود عدة ملاحظات، وإن كانت الإيجابيات تفوق السلبيات، كما أعرف، في الجانب الخيري والدعوي، وهذا هو الأهم.

معروف أن هناك مجموعات عاملة بالسياسة لها تواصل مع “الإصلاح”، ورغم نفي الجمعية المتكرر إشرافها وتبنيها هذه الحركات، فإن هذا النفي لم يقنع كثيراً من الناس والمتابعين! فكثير من القوائم المتنافسة في انتخابات الجمعيات التعاونية أو بعض جمعيات النفع العام هي قوائم مدعومة من كوادر بجمعية الإصلاح، وأقصد هنا “الحركة الدستورية الإسلامية” (حدس) والتي تدخلت كثيراً في السياسة المحلية عبر انتخابات مجلس الأمة وحققت نجاحات متعددة وتبوأت الوزارة من خلال وزراء عديدين يتبعون لها أو يتواصلون معها أي أننا أمام حركة سياسية، إلى جانب جانبها الخيري والدعوي.

وأيضاً رغم تأكيد “حدس” المتكرر أنها محلية العمل، لكنها، بعد النجاح الأولي لثورات الربيع العربي، أصبحنا نشاهد كوادرها يتحدثون عن تواصلهم مع بقية أحزاب الإخوان المسلمين بكل فخر واعتزاز ووصل الحال إلى قمته إبان تولي الرئيس المنتخب محمد مرسي رئاسة مصر!

ومحلياً كانت “حدس” أحد أهم أقطاب ما يسمى بالحراك الشعبي في الكويت، وبالتظاهرات والتحركات التي تنادي بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة وأقيمت ندوات عديدة وتجمعات سياسية كانت كوادر حدس فيها من كبار المتحدثين.

وكانت (ولا تزال) تدير أعمالها السياسية بواقعية السياسي الحاذق رغم بعض ما اعتراها من فشل بعض الأحيان، لكنها كانت تعود بطريقة أو أخرى وكانت تحافظ على شعرة معاوية ويتبين ذلك في تلميحات بعض قيادييها السياسيين بالمشاركة في أي انتخابات مقبلة لمجلس الأمة والدعوة إلى الحوار مع الحكومة، وأيضاً “دعوة وتكريم رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي في مهرجانها بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء الجمعية (قد يقول قائل إن التكريم لأسباب خيرية أو معينة غير أن ملامح النفس السياسي واضحة بسهولة).

الآن كثير من كوادر “حدس” السياسيين ملاحقون أمنياً من بعض الدول، وأهمها مصر والإمارات، بل وصل الحال إلى منع الدكتور طارق سويدان من دخول بلجيكا!

وبعد سنوات صاخبة… توجت بنجاحات إخوانية في عدة دول عربية هدأ الحال بعد استلام السيسي لحكم مصر، وبعد الملاحقات الأمنية في عدة دول وصولاً إلى فوز “نداء تونس” في تونس الخضراء، ليرجع الوضع إلى ما كان عليه قبل الربيع العربي بل أسوأ في بعض الأحيان، وهنا لا أقول إن جماعة الإخوان المسلمين فشلت لكنني أقول إنها واجهت من هو أقوى ويملك الأدوات الأقوى والدعم.

لذا أرى أن جمعية الإصلاح الاجتماعي نجحت خيرياً “ودعوياً” رغم الملاحظات، لكنها سياسياً (طبعا أقصد حدس) لم تكن بتلك النجاحات، ولم تكن مخططاتها السياسية ناجحة ذلك النجاح الباهر، فتحالفها مع بعض أبناء القبائل فشل في كثير من الأحيان، وتحالفها مع حركة “حشد” لم يكن بذلك التحالف المثالي، فهي كحركة سياسية لم تلاقِ ذلك النجاح رغم توفر كفاءات وكوادر متميزة لديها.

خمسون عاماً صاخبة، أعمال كبيرة وناجحة في مجال الخير والإحسان، وإن لم تحقق ذلك النجاح سياسياً…

وقديماً قيل: “صاحب بالين… كذاب”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى