منوعات

متى يكون الحياد ظلما؟

من معاني الحياد الجميلة، ألا تميل مع أحد الطرفين لهوىً أو مصلحة، بل تقف منهما على مسافةٍ واحدة، وهذا من العدل، لكنّه يصبحُ ظلماً حين يستمر الموقف المُحايد حتى بعدما يتبين الظالم من المظلوم، وهنا يجب أن يكون لك موقف إيجابي لمصلحة المظلوم وصاحب الحق، تفرض هذا الموقفَ قِيَمُ العدالة والإيجابية، ومن استمر في موقفه المحايد بين الطرفين فقد تجاوز العدلَ إلى الظلم، وشارك الظالم في ظلمه؛ بتفريطه في نصرة الحق وأهله.

وفي القرآن منهج واضح للتعامل مع أطراف الأزمة، يُفصَّل العدل تفصيلا، قال تعالى: ﴿وَإِن طَاۤىِٕفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱقۡتَتَلُوا۟ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِی تَبۡغِی حَتَّىٰ تَفِیۤءَ إِلَىٰۤ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَاۤءَتۡ فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوۤا۟ۖ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ﴾ صدق الله العظيم[الحجرات ٩] وفي هذه الآية يظهر أنّ استمرار الحياد وعدم اتخاذ موقف بين الطرفين نوعٌ من الظلم والعنف، بل الواجب أن يتخذ الطرف الثالث موقفاً واضحاً، ينصر به الحق، ويقاوم به صاحب الظلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى