شوارح حماك:
العفة خلق إنساني نبيل يسمو بصاحبه في دنياه و أخراه , من الصور المؤثرة صورة ذلك الشاب القوي – موسى عليه السلام – و كيف تصرف مع البنات العفيفات , قال تعالى ” وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ^ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” .
رأى موسى – عليه السلام – فتاتين ترعيان الغنم وقفتا عند أغنامهما من بعيد تُبعدان الغنم عن الماء والرجال يتزاحمون بأغنامهم عليه ، تبتعدان عن الماء لا تدخلان وسط الرجال, فسقى لهما الغنم, وجلس في الظل يدعو الله أن يرزقه و ينجِّيه.
هذا نبي الله موسى الذي كان طريداً ملاحَقاً , لا مأوى له ولا زوجة ولا عمل, لم يغازل الفتاتين , ولم تحثه نفسه على استغلال هذا الموقف؛ بل قام بسقاية الغنم عفيفاً مخلصاً , فأكرمه الله بزوجة هي ابنة نبي , وعمل يعمله , ويجد – فوق هذا وذاك – السكن والعون عند شعيب عليه السلام, لعفة تخلق بها , وخلق ارتقى به .
