محمد بن إبراهيم الشيباني:
كان المفترض في معظم المسؤولين الذين ظهروا ليلة الفضيحة الكبرى في الليلة التي أظلمت فيها الكويت أن يختفوا وألا تكتب أسماؤهم على الشاشة لأنهم مع تلبس التهمة بهم وقصورهم الكبير ظهروا على الشاشات يبررون تقاعسهم وضعف رقابتهم وفضيحة إجراءاتهم صيانة أجهزتهم ومتابعة الخلل قبل وقوعه، فنحن لسنا في دولة فقيرة المال ولا قاصرة الامكانات كلها حتى تقع مثل هذه الحوادث عندنا، ولكن بلد انتشر فيه الفساد والفُساد بأشكاله المتنوعة المتعددة ومن دون حياء ولا خجل حين يقع، لقد صار واقع أغلب المسؤولين في الحكومة، ومن سار على نهجهم اللصوصي الخبيث، ألا يستطيع أن يعيش بينهم المواطن الصالح النظيف وإذا سألت عن هذا المواطن المؤهل الشريف أين هو؟ قالوا: إنه يتطهر وقد عف نفسه عن البقاء في عمله لأنه لا يريد أن يسرق أو يشارك في السرقة! فأصبح المواطن المتطهر في إدارات الحكومة يسمى بـ«المتطهر» أي أنه لا يتماشى مع البعض السارق في الوزارات!
تعطلت أعمال الناس وتجاراتهم ووقعت الحوادث وتوقفت المستشفيات وخرج المواطنون إلى الشوارع والطرقات حيث الظلام الدامس، وتوقفت الإشارات الضوئية ولولا لطف الله لزهقت أنفس ولتضرروا ضررا بليغاً، والسؤال: أين المحولات الموضوعة قرب كل إشارة ضوئية؟! ألغيت، سرقت، تعطلت؟ وإن كان ذلك كذلك، لماذا ألغيت؟ وكيف سرقت؟ ولماذا لم تصن؟! أسئلة «تحر» من الوضع الخطير، حيث غلب اللصوص على كل شيء وفي كل مكان ويوجدون في بعض أماكن المال والإدارة.
لماذا فرح المسؤولون بعد ذلك برجوع التيار الكهربائي بالتدريج إلى سابق أمره؟! إنه ليس من مراجلهم وفلوسهم الحرام التي وضعوها في أجهزة سكاريب مثل ذلك الوزير الذي اشترى توربينات مستعملة من تاجر ثم باعها ذلك التاجر على الوزارة وكتبت عنها في وقتها حيث تسلموها بالليل من الباخرة وسميتها (أي المقالة) آنذاك «الفرحة بوصول التوربينات الصفقة»!
أقول لا تفرحوا فوالله لولا الله ثم الربط الخليجي لعاشت الكويت أياماً طويلة من دون تيار كهربائي بل ولا ماء.
الشيء الوحيد الذي تملكه الأغلبية الصامتة من المواطنين هو الدعاء عليكم عسى الله أن ينغص عليكم عيشتكم يا حرامية ومن تعولون ويرينا فيكم عجائب قدرته.. اللهم آمين.
والله المستعان.
• القلة.
«من قلة الرجال صارت أم حمدوه ريال».
