بقلم/ محمد السعيدي 
بسم الله ،والحمد لله ،ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ﴿الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون﴾ ، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها
تلقيت ببالغ الأسف والأسى نبأ مقتل أخي وصديقي الأستاذ جمال خاشقجي وأسأل الله تعالى أن يكتبه شهيداً ويجعل ما أصابه كفارة ورفعة له
٢-أرفع التعازي إلى أبناء وذي الفقيد وأقول لهم عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ورحم أخانا الأستاذ جمال رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وغفر له وجعله في عليين مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا
كما أعزي نفسي والشعب السعودي وأسأل الله أن يشد من أزرنا في هذا المصاب .
٣-قبل الإعلان الرسمي من النائب العام عن ما توصل إليه، أحمد الله :أنني وقفت بشرف مع دولتي ومع وطني ناهياً عن العجلة في الحكم محذراً من استغلال الأزمة لتفريغ الأحقاد مقدماً حسن الظن بجميع أجهزة الدولة ورجالها لما يشهد به تاريخها وواقعها
٤-وبعد إعلان النائب العام أقول وبشرف أيضا:إن ما حصل هو جريمة نكراء ليست بحق أخي جمال رحمه الله وإنما بحق الشعب السعودي وبحق كل محب لهذه البلاد دولة وشعبا الذين يشعرون اليوم بأنهم طُعنوا في الخاصرة في هذا الأمر نسأل الله تعالى العون والصبر .
٥-كما أدعو إلى استمرار التحقيق الداخلي وأن يأخذ كل من كان له أدنى طرف من المسؤولية في هذه الجريمة جزاءه العادل الذي يقرره الشرع والعدل والقضاء النزيه كائناً من كان وفي أسرع وقت وهذا هو المأمول إن شاء الله.
٦-هذه الجريمة لن تفقدنا توازننا من أن نعطي كل ذي حق حقه ، فكما أن المجرم كائنا من كان يجب أن يأخذ جزاءه العادل ، فإن ذلك لا يدعونا إلى الانجرار مع ما يريده أعداء الأمة وأعداء الملة وأعداء الوطن من تقويض بنائنا وإضاعة مكتسباتنا وإحلال الفوضى بيننا.
٧-وإن وقوفنا مع دولتنا يجب أن يستمر ظالمةً أو مظلومة ، فأما وهي ظالمة فبدعوتها للانكفاف عن الظلم ومجازاة الظالم وردعه وإقامة العدل الذي تقوم به الأمم وينصر الله به من قام به ولو كان كافرا.
٨-وأما وهي مظلومة فبالدفاع عنها وبجمع الكلمة حولها ورفو خِلالها والنصح الصادق لها وإبداء محاسنها وستر عيوبها والسعي في إصلاحها كما يصنع أحدنا مع أبيه وأخيه وأهل بيته وجاره وقبيلته.
٩-وتبقى المملكة هي حصن أهل السنة في مواجهة العدو الإيراني الذي يتربص بنا جميعا الدوائر ، فكما أن على أهل السنة أن يفقهوا ذلك فعلى المملكة أن تجدد الوعي بذلك دائما وأبدا وتبني تصرفاتها ومواقفها على هذا الأساس ولا تحيد عنه تحت أي ظرف
١٠-والمملكة تبقى أيضا هي حصن المسلمين ضد أعداء الملة والدين من الصهاينة والصليبيين قامت على ذلك عقيدة وشريعة وفكراً وسياسة ويجب أن تبقى على ذلك وأن تعالج أي انحراف قد يكون صدر منها عن هذا المنهج وتعيد الأمر إلى نصابه
١١-عملت الدولة استراتيجية اقتصادية وصناعية وعمرانية ، وأتمنى عليها اليوم الشروع في عمل استراتيجية إعلامية وعملية وأمنية قوامها المحبة وليكن اسمها استراتيجية المحبة تسعى لإشاعة الحب بين الناس واستجلابه من القلوب بعيداً عن منهج الصدام والغرور الذي لا يجلب إلا البغضاء وقالة السوء
١٢-كما أكرر دعوتي للقيادة بالجزاء العادل لكل من وقف وراء هذا الأمر ، أكررها أيضا للنخب السعودية والعربية الوقوف مع المملكة لتتجاوز هذه الأزمة والوقوف بقوة في وجه الضغوطات الغربية والعدوانية فهذا مقتضى الأخوة إن أرادوها وإلا فسيغني الله البلاد والعباد ويعيننا بقوته
١٣-الفرصة مناسبة ليكون البدء باستراتيجية المحبة بإعادة النظر في أمر العديد من الموقوفين ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء وارتكاب الجرائم الجنائية بإطلاقهم والعفو عن مخطئهم وإعلان العفو عن المعارضين في الخارج للعودة إلى كنف أوطا…
د/ محمد السعيدي
